هي أم المؤمنين تقدم نسبها في ذكر أبيها وأمها زينب بنت مظعون.
وكانت قبل أن يتزوجها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- عند خنيس بن حذافة، وكان ممن شهد بدرا، ومات بالمدينة فانقضت عدتها.
فعرضها عمر على أبي بكر فسكت، فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ما أريد أن أتزوج اليوم.
فذكر ذلك عمر لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة، فلقي أبو بكر عمر.
فقال: لا تجد علي؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- ذكر حفصة، فلم أكن أفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- ولو تركها لتزوجتها.
وتزوج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- حفصة بعد عائشة أخرجه ابن سعد، وهذا لفظه في بعض طرقه.
وأصله في الصحيح من طريق الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن ابن عمر قال أبو عبيدة سنة اثنتين من الهجرة.
وقال غيره: سنة ثلاث وهو الراجح؛ لأن زوجها قتل بأحد سنة ثلاث.
وقيل: إنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين، أخرجه ابن سعد بسند فيه الواقدي، روت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- وعن عمر.
روى عنها أخوها عبد الله وابنه حمزة وزوجته صفية بنت أبي عبيد ومن الصحابة فمن بعدهم حارثة بن وهب، والمطلب بن أبي وداعة وأم مبشر الأنصارية وعبد الرحمن بن الحارث بن هاشم، وعبد الله بن صفوان بن أمية وآخرون.
قال أبو عمر: طلقها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- تطليقة ثم ارتجعها، وذلك أن جبريل قال له: أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة أخرجه ابن سعد من طريق أبي عمران الجوني، عن قيس بن زيد- أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فذكره وهو مرسل.
وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة عن حميد عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- طلق حفصة، ثم أمر أن يراجعها، روى موسى بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر، قال: طلق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- حفصة بنت عمر فبلغ ذلك عمر فحثى التراب على رأسه.
وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها، فنزل جبريل من الغد على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر أخرجه.
وفي رواية أبي صالح: دخل عمر على حفصة وهي تبكي فقال: لعل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قد طلقك إنه كان قد طلقك مرة، ثم راجعك من أجلى فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا أخرجه أبو يعلى.
قال أبو عمر: أوصى عمر إلى حفصة، وأوصت حفصة إلى أخيها عبد الله بما أوصى به إليها عمر بصدقة تصدقت بها بالغابة.
وأخرج ابن سعد من طريق عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أوصى عمر إلى حفصة، وأخرج بسند صحيح عن نافع قال: ما ماتت حفصة حتى ما تفطر.
وبسند فيه الواقدي إلى أبي سعيد المقبري، ورأيت مروان بين أبي هريرة وأبي سعيد أمام جنازة حفصة، ورأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عند دار آل حزم إلى دار المغيرة، وحمل أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها.
قيل: ماتت لما بايع الحسن معاوية وذلك في جمادي الأولى سنة إحدى وأربعين وقيل: بل بقيت إلى سنة خمس وأربعين، وقيل: ماتت سنة سبع وعشرين حكاه أبو بشر الدولابي وهو غلط.
وكأنه قائله أسنده إلى ما رواه ابن وهب عن مالك أنه قال: ماتت حفصة عام فتحت إفريقية، ومراده فتحها الثاني الذي كان على يد معاوية بن خديج.
وهو في سنة خمس وأربعين، وأما الأول الذي كان في عهد عثمان فهو الذي كان في سنة سبع وعشرين فلا، والله أعلم.
المصدر: موقع إسلاميات